كان عام 2020 عامًا من التقلبات السريعة في جميع أسواق التداول، واجتذب الصعود والهبوط الحاد العديد من المتداولين الجدد، وقد نجح الكثيرون من بينهم في الاستفادة من هذه الظروف. ولكن في الوقت الذي تتعافى فيه البلدان والشركات وتتكيف مع الواقع الجديد، فإن مثل هذه التقلبات الشديدة في الأسعار لم تصبح شائعة بنفس القدر. فهل لا تزال هناك فرص للتداول، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الخطوات التي يجب على الشخص اتخاذها لبدء التداول عبر الإنترنت في عام 2021؟
الجواب هو نعم: التداول عبر الإنترنت أصبح أكثر شعبية وحتى لو بقي التقلب الشديد لعام 2020، فإن احتمال تحقيق نتائج كبيرة لم يعد موجود بنفس القوة. إذن، كيف تبدأ التداول في عام 2021؟ إذا كنت متداولًا مبتدئًا، شخصًا اكتشف مؤخرًا عالم التداول عبر الإنترنت ولا تعرف ما هي النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها، فأنت بحاجة إلى معرفة حقيقة مهمة واحدة: القرارات المتهورة لن تجلب أي فائدة.
يخسر العديد من المتداولين أموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس خلال الأسبوعين الأولين من التداول — فهم يدخلون مباشرة إلى التداول، دون معرفة أي شيء عن الطريقة التى يعمل بها. مثل هذا النهج لن يحقق أي نتائج إيجابية، لذلك بدلاً من التسرع، خذ وقتك في معرفة أساسيات التداول وتثبيت هذه المعرفة. اقرأ دليلنا أدناه بما في ذلك خمس خطوات أساسية قد تأخذها في الاعتبار إذا قررت بدء رحلة التداول الخاصة بك في عام 2021.
1. اختر أداة التداول الخاصة بك
على عكس ما قد يقوله الآخرون، فإن اختيار أداة التداول المناسبة لك هو أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها عندما تكون فى بدايتك مع عالم التداول. ماذا تفضل: الأسهم، الفوركس، العملات المشفرة؟ ربما أنت مهتمًا على وجه التحديد بتداول السلع؟ أو ربما لا تمانع في محاولة كل شيء.
بغض النظر عن إختيارك، ستشجعك هذه الخطوة على دراسة، ولو لفترة وجيزة، كل أداة تداول موجودة. وبهذه الطريقة ستعرف ما هو متاح لك وما هي الإيجابيات والسلبيات.
2. اختر وسيطك وافتح حساب تداول
قد يبدو هذا واضحًا، لكن اختيار الوسيط لا يقل أهمية عن إختيار أداة التداول. تعتمد أصول التداول المتاحة والرسوم والفروق وشروط الإيداع والسحب على الوسيط الذى ستختاره. يوجد العديد من مقالات المقارنة بين الوسطاء المختلفين عبر الإنترنت: قارن بين الوسطاء الحاليين واختر الوسيط الأنسب لك.
قم بتسجيل حساب وتعرف على كل الميزات وأدوات التحليل المتوفرة. تأكد من فهمك لواجهة التداول الخاصة بالوسيط وأنه من السهل عليك استخدامها. سيضمن ذلك عملية تداول أكثر سهولة وسلاسة.
3. اسْتوعب السوق استيعابا وافيا
لفهم الصورة الكاملة لما تتعامل معه، ابدأ في متابعة أخبار السوق. يجب أن تكون مواقع مثل Yahoo Finance و Google Finance و Investing موجودة بالفعل في مفضلاتك، وتأكد من تصفحها يوميًا للبقاء على اطلاع بآخر الأخبار.
لفهم الأساسيات بشكل أفضل، يمكنك مراجعة الكتب التي يجب على المتداولين قراءتها والتي تم جمعها في هذه المقالة. الكتب هي طريقة جيدة للتعرف على عالم الاستثمار والتداول، دون التسرع في القيام بإيداعات كبيرة على الفور.
4. تعلم التحليل الفني والأساسي
ماذا ترى عندما تنظر إلى مخطط الأسعار؟ إذا كنت ترى مجرد سعرًا يرتفع ويهبط، فإنك لا ترى سوى جزء صغير مما هو موجود بالفعل. التقلب، التماسك، الاضطراب — كل هذه المصطلحات لها معنى ومن المهم معرفة ما الذي يجعل الرسم البياني يتحرك بالفعل. تحليل الرسم البياني جزء كبير وهام من نهج المتداول ونتائجه. بدون تحليل، لا يسع المرء إلا أن يخمن، ولا يشكل التخمين نهجًا صالحًا للتداول.
قد يمنحك إتقان التحليل الأساسي مهارة التخطيط لصفقتك القادمة بعد قراءة جزء من الأخبار الاقتصادية، بينما قد يمنحك التحليل الفني التفاعلي القدرة على إيجاد أنماط في مخطط الأسعار والاستفادة منها قبل أي شخص آخر. تعلم كل شيء عن أنماط الرسوم البيانية والأطر الزمنية وأنواع المخططات والمؤشرات والتقويم الاقتصادي.
قد يبدو الأمر وكأنه عليك تحصيل الكثير من المعلومات في وقت واحد، ولكن ليس عليك ذلك. قسم المواضيع وتناولها واحد تلو الآخر. لن تؤدي كثرة المعلومات سوى لإرباكك — من المهم أن تأخذ الأمر ببطء وتنتبه لما تتعلم.
5. الممارسة
يوفر العديد من الوسطاء، بما فيهم IQ Option، حسابًا تجريبيًا يمكنك استخدامه للممارسة كلما أردت. لا حاجة لاستخدام أموال حقيقية، خاصة إذا لم يكن لديك نهج تداول عملي مدروس بالكامل. قم بعمل الكثير من الصفقات وجرب عدة أصول وفترات زمنية واختبر مؤشرات مختلفة وابحث عن الأفضل لك. لا تنس تحليل كل من نجاحاتك وإخفاقاتك ما لمعرفة ما يجب تصحيحه.
نقطة أخرى مهمة يجب تذكرها وهي إدارة المخاطر — قم بتضمين تقنيات إدارة الأموال إلى تداولاتك على الحساب التجريبى ثم تأكد لاحقًا من نقلها إلى الحساب الحقيقي أيضًا.
الخلاصة
لم يفت الأوان أبدا لأن لتصبح متداولًا، ولكن من المهم أن تدخل هذا المجال بفهم عميق لكيفية عمل التداول. ولهذا السبب فإن قضاء المزيد من الوقت على النظرية والتطبيق حول الأسواق لا يشكل أبداً مضيعة للوقت. قد تتيح لك الممارسة المكثفة ببناء أساليب تداول أفضل، ولكن عليك دائمًا مراعاة إدارة المخاطر وتطبيقها على تداولك. اختبر استراتيجياتك ولا تشعر بالإحباط بسبب الخسارة — فهي جزء من عملية التعلم.
