في عالم التداول، لا تمثل الشموع اليابانية مجرد قضبان وخطوط ملونة، بل هي بمثابة بصمات لحركة السعر الحقيقية. إنها ليست عشوائية، بل تعكس تغيرات السوق، وتجسد نشاط المشترين والبائعين على حد سواء. إن إتقان قراءة أنماط الشموع اليابانية الأكثر شيوعًا يُمكّن المتداولين من اكتساب فهم أفضل لكيفية تشكل الأسعار، وتعقب دورات السوق وأنماطها.
تُعد هذه الأنماط الستة من أكثر أنماط الشموع اليابانية شيوعًا، ويمكن أن تكون إضافة قيّمة إلى أي نهج تداول. كما أنها أداة تُستخدم في جميع الأسواق العالمية، حيث تقدم رؤى ثاقبة حول مختلف الأصول، مثل عقود فروقات الأسهم، أو العملات الأجنبية، أو العملات الرقمية. إذا لم تكن على دراية بمفهوم أنماط الشموع اليابانية، فبإمكانك مراجعة المقالة التفصيلية التالية: التداول باستخدام أنماط الشموع اليابانية.
نمط الجنود الثلاثة البيض أو نمط الغربان الثلاثة السوداء
قد يشير هذان النمطان إلى احتمال حدوث انعكاس في الحركة بعد ترند قوي. تستمد هذه الأسماء الشعرية من شكل الأنماط المرئي على الرسم البياني.
إن نمط الجنود الثلاثة البيض هو ثلاثة شموع خضراء تظهر بعد انخفاض كبير في السوق. يفتتح كل منها داخل جسم الشمعة السابقة ويغلق بالقرب من أعلى نقطة لها.
تشبه هذه الشموع سلمًا صاعدًا، وفي حالة تأكيد هذا النمط، قد يستمر الترند الصاعد. وفي مثل هذه الحالات، قد تظهر مؤشرات على صفقات شراء محتملة بعد نمط الجنود الثلاثة البيض.
أما نمط الغربان الثلاثة السوداء فيمثل النمط المعاكس تمامًا، حيث تفتتح الشموع الحمراء الثلاثة داخل جسم الشمعة السابقة وتغلق بالقرب من أدنى نقطة لها. يبدأ هذا النمط بالقرب من ذروة الترند الصاعد، وقد يشير إلى استمرار الانخفاض إلى مستويات أدنى. قد تشير الشمعة التالية إلى ما إذا كان السعر سيستمر في اتباع الترند الجديد. وفي حالة التأكيد، فقد يشير ذلك إلى فرصة محتملة لفتح صفقة بيع.
نمط الدوجي (Doji)
كلمة “ドジ” (Doji) التي تُنطق “دوجي” باليابانية تعني “خطأ” أو “زلل”. وبالفعل، يعكس نمط الشمعة هذا على الرسم البياني سلوكًا غير منتظم في السوق، وهذا هو سبب تسميته بهذا الاسم. يظهر نمط دوجي على شكل صليب أو علامة زائد على الرسم البياني، ويشير بشكل أساسي إلى تساوي سعر الافتتاح والإغلاق.
عادةً ما يظهر نمط دوجي خلال فترات الاستقرار. ويعكس هذا السلوك وجود حالة تردد بين المشترين والبائعين.
وعند ظهور مثل هذه الشمعة، فقد تكون إشارة إلى نهاية الترند الحالي. وقد يتبعها انعكاس محتمل. ولكن نمط دوجي، في حد ذاته، لا يؤكد بالضرورة حدوث انعكاس في الاتجاه. لذلك يحتاج المتداول إلى اليقظة والاستعانة بأدوات أخرى تساعده على تحليل ظروف السوق. ويمكن أن يكون دوجي أيضًا إشارة إلى ضرورة مراقبة السوق وتجنب الدخول فيها خلال أوقات عدم اليقين.
نمط المطرقة
تشبه المطرقة للوهلة الأولى نمط دوجي، إلا أن هناك اختلاف بينهما. تتميز المطرقة بجسم صغير وظل طويل. ويمكن أن تظهر بعد انخفاض في السوق. وهي توضح أنه خلال فترة البيع تمكّن المشترون من دفع السعر للارتفاع مرة أخرى.
إذا استمر السعر في الارتفاع بعد ظهور نمط المطرقة، فقد يشير ذلك إلى فرص شراء محتملة. تجدر الإشارة إلى أن لون الشمعة غير مهم، حيث يمكن أن تكون المطرقة خضراء أو حمراء، والأهم هو أن تتشكل بعد ترند هابط.
يُسمى النمط المتطابق الذي يظهر بعد ترند صاعد باسم “الرجل المشنوق”. ويمثل نفس المفهوم ولكن معكوسًا. فإذا ظهر هذا النمط في نهاية موجة صعودية، واستمر الترند في الانخفاض بعد تشكّل هذا النمط، فقد يكون ذلك إشارة إلى اتجاه هبوطي. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن أنماط الشموع اليابانية الأكثر شيوعًا حتى قد لا تقدم مؤشرات صحيحة بنسبة 100%. لذلك، يعود الأمر إلى المتداول في تفسير الترندات وتطبيق أدوات إدارة المخاطر المناسبة لحماية رأس ماله.
نمط نجم الصباح ونمط نجم المساء
يتكون كلا النمطين من ثلاث شموع. تسمى الشمعة الوسطى بـ “النجم” لأنها لا تتداخل مع جسم الشمعة السابقة، بدلاً من ذلك، تقف بعيدًا عنها، مما يشكل فجوة. وعادةً ما تظهر هذه الأنماط على الأصول ذات الإطار الزمني الأكبر وليس على الرسوم البيانية اليومية (على الرغم من أنها قد تظهر أيضًا على الأطر الزمنية الأصغر).
يتكون نجم الصباح من شمعة هبوطية طويلة، يليها “نجم” أسفل منها (صاعد أو هابط) وشمعة صعودية تغلق داخل جسم الشمعة الأولى. وقد يشير ذلك إلى فرصة محتملة لافتتاح صفقة شراء بعد تشكّل هذا النمط.
يمثل نجم المساء شمعة صعودية طويلة، ونجمًا فوقها (صاعدًا أو هابطًا) وشمعة هبوطية تغلق داخل جسم الشمعة الأولى. وقد يفكر بعض المتداولين في افتتاح صفقة بيع بعد ظهور نمط هذه الشمعة.
هذه الأنماط الستة الأكثر شيوعًا هي مجرد أمثلة أساسية يمكن أن تكون مفيدة للمتداولين ذوي مستويات الخبرة المختلفة. ومع ذلك، لا تضمن تكوينات الشموع التنبؤات الناجحة، ولا تقدم دائمًا مؤشرات صحيحة بنسبة 100%. لذلك، يجب على المتداولين تطبيق تقنيات إدارة مخاطر مناسبة لإدارة رأس مالهم وتحقيق أهدافهم المالية.
