التداول ليس بالمشروع السهل: في الواقع، يخسر العديد من المتداولين أموالهم في العديد من صفقات التداول قبل أن يحرزو أي تقدّم، لا سيما في حال عدم امتلاكهم للتدريب والممارسة اللازمين. لكن الوقوع في سلسلة متتالية من الخسارات قد يشعرك بالإحباط، وحتى بالخوف. فما السبيل لإدارة مخاطر التداول وتحسين مهاراتك في التداول؟
يوجد عدّة خطوات على المتداول اتباعها بغية إدارة المخاطر والخسارات. والتي لا يمكن تنفيذها إلا بعد التعمّق بأسباب حدوث الخسارات في المقام الأول.
1. خذ قسطًا من الراحة
إن كنت تخسر، فتوقف عن التداول على الأقل بشكل مؤقت. الأمر الذي قد يبدو فظًا وقاسيًا. مما لا شك فيه أن الخسارة هي جزء من التداول، وسيكون هناك دائمًا صفقات غير رابحة، إذ لا يوجد خدعة سرية تضمن الربح بنسبة 100%. ولكن إن كنت تخسر المال دائمًا، ووجدت نفسك تتداول انتقامًا، فضع حدًا لذلك بأخذ قسط من الراحة.
اخرج للمشي أو أعد كوبًا من الشاي أو حتى اغسل الأطباق، إذ تمثّل جميعها طرق إلهاء لتشغل نفسك بها. استغل هذا الوقت بالتفكير بشيء آخر مختلف وعد للتداول لاحقًا. لا تدفع نفسك للمزيد من التداول إن استشعرت أن ذلك سيجعل الأمور تزداد سوءًا.
2. حدّد مشاعرك
المشاعر القوية سواء الإيجابية منها أم السلبية تشكّل خطرًا على التداول. إذ بوجودها قدد تتصرف بطريقة غير عقلانية ما قد يسبب وقوعك في سلسلة خسارات. ليس بالأمر السهل أن نتجنب المشاعر، ولكنه أمر لا بدّ منه. وبهدف تحقيق فصل المشاعر عما يحدث في غرفة التداول، تأكد من الالتزام بخطة التداول الخاصة بك وتصرّف وفقًا لما تمليه عليك استراتيجيتك المفضلة. فالالتزام بخطتك والحفاظ على الانضباط الذاتي هي مفاتيح التقدّم.
3. استخدم الحساب التجريبي الخاص بالتدريب بدايةً
قبل العودة إلى التداول برصيدك الحقيقي، جرّب أن تتمرن برصيد تجريبي بالبداية. فهو خيار مناسب كونه يمتلك جميع الميزات دون أن يتطلّب مالًا حقيقيًا. إذ عليك اختبار استراتيجيتك في التداول وتطويرها إن لزم الأمر. وننصحك بقراءة دليلنا الإرشادي حول العلامات الخمس لاكتشاف استراتيجية التداول السيئة لتتأكد من كونك تسير على المسار الصحيح.
فاستخدام حساب تجريبي زائف سيخفف عنك بعض الضغط سانحًا لك المجال لتطبّق أدوات تداولك بتأنٍ. تدرّب على خطة تداولك مستخدمًا الرصيد التجريبي بدايةً، وبذلك ستفهم ما إذا كانت هذه الخطة تناسبك، كما سيصبح من الأسهل تنفيذها لاحقًا على الرصيد الحقيقي.
4. خذ المخاطر في الحسبان
غالبًا ما يقع المتداولون في شراك سلسلة خسارات بسبب إغفالهم لإدارة المخاطر أو تجاهلها تمامًا. لماذا فكرة أن تراهن بكل مالك في صفقة تداول واحدة سيئة؟ لأنك حتى وإن تمكنت من الربح لمرة أو مرتين، ففي النهاية صفقة واحدة غير رابحة كفيلة بإنهاء رصيدك. ومن هنا تأتي أهمية تذكّر قاعدة الـ 2% واستخدام ميزات جني الأرباح ووقف الخسارة، وتطبيق غيرها من تقنيات إدارة الأموال. فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، وإدارة المخاطر والخسارات المحتملة أنجع من محاولات تعويض الخسارة بعد حدوثها.
5. هيّء نفسك للنجاح
قد تكون سلسلة الخسارة ناتجة عن الهدم الذاتي. فتأكد عند التداول من توفّر الوقت والطاقة لديك لاتباع البندين 2 و4 حرفيًا. فكر في تداولك مسبقًا، ورتّب جلسة التداول بطريقة إيجابية ومثمرة، وهيّء نفسك للنجاح. فوجود استراتيجية واضحة وخطة في الحسبان، ومع كل أدوات التحليل المتاحة لك هي أمور بالغة الأهمية لتحسين مهاراتك في التداول وتحسين أي نتائج حتى.
قد يكون كسر سلسلة الخسارة أمرًا صعبًا، إلا أنها تجربة قد تعلمك درسًا رائعًا. اتباع الخطوات المذكورة أعلاه قد يساعد المتداول على إدارة أي مخاطر و/أو خسارات محتملة، ليبدأ فصلًا جديدًا في مجال التداول قد يكون أكثر إنتاجية.
