الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024: كيف ستتأثر الأسواق؟

أكتوبر 31, 2024

8 دقائق

الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليست مجرد حدث سياسي بل إنها تؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية العالمية. ونظرا للارتباطات القوية بين الأسواق العالمية والاقتصاد الأمريكي، فلا يمكن الاستهانة بتأثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأسواق والسياسات الاقتصادية والاستثمار والتجارة الدولية.

وحيث أن الدولار الأمريكي يستخدم كعملة احتياطية رئيسية على مستوى العالم، فإن الانتخابات الرئاسية الأمريكية يمكن أن تؤدي إلى تحولات في معنويات المستثمرين وزيادة التقلبات. وسوف نناقش في هذا المقال كيف يمكن للانتخابات الرئاسية الأمريكية أن تؤثر على الأسواق مثل الفوركس والنفط والذهب والأسهم وحتى العملات الرقمية.

نبذة عن مساهمات شركة Microsoft في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟

  • اشتد التنافس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 مع عدم وجود علامات واضحة على الفائز بها مما يزيد من حالة عدم اليقين بين المستثمرين.
  • وقبيل الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية، أظهرت استطلاعات الرأي منافسة متقاربة بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
  • وتعكس استطلاعات الرأي المحلية وعلى مستوى الولايات منافسة متقاربة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالفائز.

وهذا يعني أن المتداولين يجب أن يستعدوا لأي نتيجة ويترقبوا التأثير المحتمل على أصولهم. فلنستكشف معا ما يمكن توقعه وما هي الأصول التي قد تتأثر أكثر بنتائج هذه الانتخابات.

كيف ستتأثر الأسواق بنتائج الانتخابات؟

برغم اختلاف الانتخابات عن بعضها البعض وتغير الظروف الاقتصادية والسياسية باستمرار، فإن بعض المحللين يركزون على تأثر الأسواق بهذا الحدث الهام. وقد يكون من الأفضل مراعاة ذلك عند وضع استراتيجية التداول الخاصة بك خلال الانتخابات.

تقلبات الأسواق

على مر التاريخ، اتسمت الأشهر التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بزيادة تقلبات الأسواق. ومع استمرار حالة عدم اليقين، فإن الأسواق تتقلب استجابة للتوقعات المتغيرة بشأن نتائج الانتخابات. ولكن هذه التقلبات عادة ما تنخفض بمجرد تأكيد نتائج الانتخابات ومعرفة الفائز فيها.

العودة إلى الاستقرار بعد الانتخابات 

غالبا ما تشهد الأسواق استقرارا بعد الانتخابات ولاسيما أسواق الأسهم الأمريكية ذات القيمة السوقية الكبيرة. وعلى مر التاريخ، فقد شهدت هذه الأسواق انتعاشا ملحوظا مع استعادة ثقة المستثمرين. وهذا يعود إلى حد كبير لتطبيق سياسات اقتصادية جديدة، مثل الإصلاحات الضريبية.

ولكن يجب معرفة أن الانتقال من الوعود الانتخابية إلى التنفيذ الفعلي للسياسات قد يستغرق بعض الوقت. ومع انخفاض حالة عدم اليقين المرتبطة بالانتخابات، فإن الأسواق غالبا ما تشهد مرحلة من الاستقرار أكثر، حيث تستفيد الأصول الأمريكية عادة من التركيز المتجدد على النمو الاقتصادي.

تأثير الانتخابات الأمريكية على الأسواق: أسواق الفوركس والأسهم والسلع والعملات الرقمية

ربما تتأثر العديد من الأسواق المالية الرئيسية بشكل كبير عقب إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل. حيث يقدم المرشحان الرئيسيان وجهات نظر مختلفة للغاية بشأن السياسات المحلية والدولية، مثل الهجرة والرسوم الجمركية والإنفاق الحكومي والضرائب مما قد يؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسواق.

وفي هذا القسم، فسوف نستكشف كيف يمكن للانتخابات الرئاسية الأمريكية أن تؤثر على أسواق بعينها، مثل أسواق الأسهم والسلع والفوركس والعملات الرقمية، بينما يستعد المتداولون للتغييرات المحتملة.

الفوركس

ستؤثر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشكل كبير على سوق الفوركس، وخاصة العملات المرتبطة بالدولار الأمريكي. وستقوم الإدارة الأمريكية المنتخبة بصياغة السياسات التجارية والمالية، والتي تؤثر بدورها على النمو الاقتصادي والتضخم وقيمة الدولار الأمريكي.

نهج دونالد ترامب: تخفيضات ضريبية وتشديد قوانين الهجرة

يشير بعض المحللين إلى أن فوز ترامب قد يكون عاملا صعوديا للدولار الأمريكي. ومن المتوقع أن تؤدي الإصلاحات الضريبية وسياسات الهجرة الأكثر صرامة التي اقترحها ترامب إلى تحفيز النمو الاقتصادي والمساهمة في زيادة الضغوط التضخمية. وفي حين أن التخفيضات الضريبية قد تشجع الإنفاق والنشاط الاقتصادي، إلا أن فرض ضوابط أكثر صرامة على الهجرة قد يخلق نقصا في الأيدي العاملة مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأجور.

كما أن نية ترامب لزيادة الرسوم الجمركية قد يضر بالصادرات الأوروبية ويدعم ارتفاع الدولار الأمريكي من خلال ارتفاع مؤشر التضخم الأمريكي بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد. وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي بسبب السياسة المالية الأكثر صرامة وارتفاع التضخم.

نهج كامالا هاريس: دعم التجارة الدولية

على النقيض من ذلك، فإن فوز كامالا هاريس بمنصب الرئاسة قد يؤدي إلى خفض الرسوم الضريبية، مما قد يؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي والتغلب على التضخم المرتفع مقارنة بإدارة ترامب. ومن المتوقع أيضا أن تتبنى كامالا هاريس سياسة تجارية أكثر تعاونا، مما قد يخفف من الاضطرابات الناجمة عن الرسوم الجمركية المرتفعة. في حين أن الأوضاع التجارية الأكثر استقرارا قد تفيد عملات مثل اليورو، حيث من المرجح أن تتجنب كامالا هاريس الصراعات التجارية التي فرضت ضغوطا هبوطية على زوج EURUSD في الماضي. وهذا قد يصب في مصلحة اليورو وليس الدولار الأمريكي.

تقلبات أسعار زوج EURUSD في العامين الماضيين
تقلبات أسعار زوج EURUSD في العامين الماضيين

بشكل عام، سوف تحدد نتيجة الانتخابات تحركات الدولار الأمريكي. ولكن هناك عوامل أخرى مثل قرارات السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي والاضطرابات الجيوسياسية والتي ستلعب أيضا دورا مهما في تحركات الدولار الأمريكي في الأشهر المقبلة.

الأسهم

قد تتأثر أسواق الأسهم الأمريكية بشكل كبير عقب إعلان الفائز بالرئاسة.

نهج دونالد ترامب: تعزيز إنتاج النفط وزيادة الرسوم الجمركية

في حالة فوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة، فمن المرجح أنه سيواصل دعم الصناعات الرئيسية مثل النفط والصناعات الدفاعية. وسوف تستفيد الشركات المتعاقدة في مجال الوقود الأحفوري والصناعات الدفاعية من ذلك، تماما كما حدث خلال فوز دونالد ترامب بالرئاسة في السابق.

وبالنسبة للسياسة الخارجية، فإن سياسة الحماية التي ينتهجها ترامب من خلال فرض قيود تجارية ورسوم جمركية قد تؤدي مرة أخرى إلى توترات مع الاقتصادات الكبرى مثل الاقتصادين الصيني والأوروبي. وهذا قد يؤدي إلى زيادة التقلبات، وخاصة في الأسواق الناشئة الأكثر عرضة للاضطرابات التجارية العالمية. وبالتالي قد تجد الشركات الأجنبية صعوبة أكبر في دخول السوق الأمريكية وجذب المستهلكين الأمريكيين، مما قد يؤثر على قيمة أسهمها.

نهج كامالا هاريس: التركيز على الطاقة المتجددة والسياسة الخارجية الداعمة للتجارة

في المقابل، فإن فوز كامالا هاريس قد يشير إلى التحول نحو الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية بما يتماشى مع موقفها الداعم للقضايا البيئية. شركات مثل Tesla و SolarEdge وغيرها نموا قويا بسبب المبادرات التي تركز على الطاقة النظيفة مثل سياسة “الصفقة الجديدة الخضراء”.

ومن المتوقع أيضا أن تقوم كامالا هاريس بتبني سياسة خارجية أكثر تعاونا وداعمة للتجارة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تقليل مخاطر الاضطرابات الجيوسياسية، واستقرار سلاسل التوريد، وتحقيق الفائدة للشركات متعددة الجنسيات ذات العمليات العالمية.

السلع

بالنسبة لسوق السلع، فإن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد تؤدي إلى تداعيات مختلفة للغاية بالنسبة لأسواق الطاقة.

نهج دونالد ترامب: دعم إنتاج الطاقة المحلية

من المرجح أن يؤدي فوز دونالد ترامب إلى التوسع في إنتاج الوقود الأحفوري، وخاصة النفط والغاز الطبيعي. ومن خلال إزالة القيود المناخية وتشجيع إنتاج الطاقة المحلية، فقد يتمكن دونالد ترامب من خفض تكاليف الطاقة على المدى القصير. وهذا يمكن أن يفيد الصناعات التي تعتمد على تكاليف تشغيلية أقل ويساعد في استقرار أسواق معينة للسلع، باستثناء المعادن الثمينة مثل الذهب.

نهج كامالا هاريس: دعم استخدام الطاقة الخضراء

من المتوقع أن تقوم كامالا هاريس بدعم التحول إلى الطاقة الخضراء، على الرغم من أن نهجها تجاه سياسة المناخ مازال غير واضح. ومن المرجح أن يؤدي فوز كامالا هاريس إلى تسريع عملية التحول إلى الطاقة المتجددة، وهو ما قد يؤدي إلى خفض إمدادات النفط والغاز. وقد يؤدي هذا القيد على الإمدادات إلى ارتفاع مؤشر التضخم بمرور الوقت، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الدولار الأمريكي. وقد تشهد السلع مثل النفط الخام والغاز تقلبات متزايدة في ظل هذه الظروف.

وفي أي من الحالتين، فسوف يتأثر سوق السلع بالعواقب الفورية وطويلة الأجل لسياسات الطاقة. وهذا يحتم على المتداولين مراقبة التطورات السياسية وتقارير الاقتصاد الكلي الأوسع نطاقا.

العملات المشفرة

ربما تتأثر أسواق العملات الرقمية بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالتنظيم والاعتماد الأوسع للأصول الرقمية. 

نهج دونالد ترامب: دعم العملات الرقمية

كان ترامب صريحا في دعمه للعملات الرقمية، حتى أنه تعهد في مؤتمر Bitcoin 2024 بجعل الولايات المتحدة “عاصمة العملات الرقمية على مستوى العالم” ووصف عملة Bitcoin باعتبارها “قوة مالية عظمى عالمية”. ولكن برغم اكتساب ترامب شعبية بين عشاق العملات الرقمية، إلا أنه لا توجد تفاصيل سياسية محددة تبرر الارتفاع الأخير لعملة Bitcoin، مما يشير إلى المبالغة المفرطة.

الارتفاع الأخير لسعر عملة Bitcoin
الارتفاع الأخير لسعر عملة Bitcoin

لكن سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها ترامب قد تشكل خطرا على أسواق العملات الرقمية من خلال ارتفاع مؤشر التضخم. فقد يؤدي ارتفاع مؤشر التضخم إلى زيادة التقلبات في أسواق العملات الرقمية، مما قد يفرض ضغوطا على عملة Bitcoin والأصول الرقمية الأخرى. كما أن الصراعات التجارية وحالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي قد يدفعان المستثمرين للتحول للأصول الأكثر أمانا.

نهج كامالا هاريس: إجراء المزيد من التنظيم والرقابة لأسواق العملات الرقمية

كما اقترحت كامالا هاريس سياسة أكثر تنظيما لأسواق العملات الرقمية. وبرغم أن هذا قد يؤدي إلى فرض المزيد من الرقابة، إلا أنه قد يوفر أيضا المزيد من الوضوح ويحقق الاستقرار لأسواق العملات الرقمية على المدى الطويل.

الخلاصة: في حين أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستؤثر حتما على الأسواق المالية، إلا أنه يجب على المتداولين أن يتذكروا أن التحركات الاقتصادية الأوسع والضغوط التضخمية غالبا ما يكون لها تأثير أكثر استدامة على أداء الأسواق من نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية وحدها. ومن الأسهم والسلع إلى الفوركس والعملات الرقمية، فإن سياسات الإدارة الأمريكية المنتخبة سوف تعيد صياغة تحركات هذه الأسواق. ولكن العوامل مثل التجارة الدولية والسياسة المالية وقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف تلعب دورا مهما بنفس القدر.

وتوفر هذه الانتخابات مجموعة فريدة من فرص التداول، مع تقلبات محتملة في مختلف الأسواق، مما يجعلها تجذب المتداولين. وسواء كنت تريد الاستثمار في شركات الطاقة أو التكنولوجيا أو العملات الرقمية، فإن موسم الانتخابات يوفر العديد من الفرص للاستفادة من تحركات الأسواق. لا تفوت الفرصة للاستفادة من هذه الانتخابات لتحقيق المكاسب خلال تقلبات الأسواق.

ما الذي يجب أن تتعلمه بعد ذلك؟ لف العجلة لتعرف!

rainbow circle

تداول عقود الفروقات باستخدام طريقة “الارتداد عن المتوسط المتحرك”

شارك

المنصب التالي

كسر سلسلة الخسارة
كسر سلسلة الخسارة

أحدث المنشورات

الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024: كيف ستتأثر الأسواق؟

31.10.2024

US election impact on markets

كسر سلسلة الخسارة

29.10.2024

كيفية تداول السلع على منصة IQ Option: دليل شامل

14.10.2024

Trading commodities on IQ Option

أفضل المسلسلات التلفزيونية وبرامج الواقع حول التداول

07.10.2024

Top TV shows about trading

البيع على المكشوف: كيفية تداول أزواج العملات الأجنبية في سوق هابط

30.09.2024

تعرف على استراتيجية التداول باستخدام مؤشر أشرطة قناة ستولر متوسطة المدى (STARC Bands)

27.09.2024

Trading the STARC bands strategy