3 انحيازات معرفية تعيق المتداولين وتقيدهم 

مايو 18, 2023

4 دقائق

التداول ليس أمراً سهلاً، فهناك العديد من العوامل والمتغيرات التي يجب متابعتها. لكن من المهم أيضاً الانتباه إلى العوامل النفسية المرتبطة بالتداول نظراً لقدرتها على التأثير على قراراتك. سنتحدث اليوم عن أكثر ثلاثة انحيازات معرفية شيوعاً في عالم التداول والتي قد تؤثر على نتائجك في هذا العالم. 

ما هو الانحياز المعرفي؟ 

الانحياز المعرفي هو خطأ لا شعوري في التفكير. يمكن أن يحدث عندما يحاول الأشخاص معالجة المعلومات الجديدة. الدماغ البشري لا يحب التعقيد، لذلك يحاول تبسيط المعلومات الواردة إليه. وهو يقوم بذلك من خلال تفسير البيانات الجديدة في ضوء المعارف والتجارب السابقة. وهذا قد يؤثر سلباً على عملية صنع القرار، بما في ذلك اختياراتك عند التداول. 

هناك أنواع مختلفة من الانحيازات المعرفية. وفيما يلي ثلاثة منها يمكن اعتبارها الأكثر شيوعاً والأكثر تأثيراً في عالم التداول وتحديدا نفسية المتداول. 

نحياز التأكيد  

لا يرغب أي منا في أن يكون مخطئاً. لذلك يبحث الأشخاص في بعض الأحيان عن تأكيدات لآرائهم الحالية بدلاً من تصفية الذهن والبحث عن الحقائق. إننا لا نحب التشكيك في معتقداتنا أو تحديها، فهذا يتطلب الكثير من الطاقة والجهد.  

تخيل شخصاً يقرأ مقابلة مع ممثل مشهور لا يحبه. ويرى أنه مغرور وأناني. من المرجح أن يفسر ذلك الشخص أي إجابة يقدمها الممثل تفسيراً يدعم رأيه الحالي. ويصعب جداً تغيير ذلك الرأي لأن انحياز التأكيد أو الانحياز التأكيدي يعمل على الحفاظ على معتقداتنا لأطول فترة ممكنة. 

من المهم أن ننتبه للانحياز التأكيدي، لأنه قد يؤثر على قرارات التداول. قد يغفل المتداولون أحياناً عن الحقائق أثناء إجراء الصفقات بسبب تعارضها مع آرائهم الحالية. لذلك من المفيد التقيد بالمعلومات الواقعية بدلاً من المعتقدات الشخصية. بل عليك أيضاً تحدي نفسك للبحث عن الأسباب التي تجعلك مخطئاً في نظرتك الحالية للموقف للاستعداد للمشكلات المحتملة. 

لقد قال المستثمر الملياردير ونائب رئيس شركة بيركشير هاثاواي تشارلي مونجر:  

“لقد قضيت عمري في محاولات تجنب انحيازاتي العقلية. كيف أقوم بذلك؟ 

 أ) أذكر نفسي دوماً بأخطائي لأخذ العبرة. 

 ب) أحاول إبقاء الأمور بسيطة وأولية قدر ما أستطيع”. 

مغالطة المقامر 

يشير هذا الانحياز إلى الاعتقاد الخاطئ بأن حدثاً ما من المرجح أن يحدث في المستقبل بناءً على الأحداث الماضية. وهذا خطأ لأنه يجب النظر إلى كل موقف بشكل مستقل، وليس بناءً على ما حدث من قبل. 

يمثل رمي العملة المعدنية أحد الأمثلة الكلاسيكية لتوضيح هذا الانحياز؛ فعندما يقوم شخص برمي عملة معدنية تكون هناك فرصة متساوية لظهور كلا الوجهين: إما “صورة” أو “كتابة”. لكن تخيل إذا تم رمي العملة 10 مرات متتالية وظهرت “الصورة” 7 مرات من أصل 10؛ فماذا سيكون احتمال ظهور وجه “الكتابة ” في المرة الحادية العشرة لرمي العملة؟ قد يعتقد البعض أنه أكبر من 50%، بينما الحقيقة ليست كذلك؛  فلا تزال هناك فرصة متساوية (بنسبة 50/50) لكلا النتيجتين، لأنه لا توجد علاقة بين النتائج السابقة والمستقبلية

يمكن أن تلعب مغالطة المقامر دوراً أيضاً في عملية صنع القرار لدى المتداولين. فعلى سبيل المثال قد يفكر شخص في تداول أحد الأصول التي فقدت قيمتها لفترة طويلة من الوقت. مقنعاً نفسه بأنه “لا يمكن أن يواصل التراجع إلى الأبد، ومن المحتمل أن يرتفع قريباً”. لكن بالتأكيد من الخطأ اتخاذ قرارات بناءً على هذه الفكرة فقط. بل من المفيد الحصول أولاً على مزيد من المعلومات واستخدام التحليل الأساسي والمؤشرات الفنية قبل اتخاذ أي خطوة.  

تأثير العربة  

يُطلق على هذا الانحياز أحياناً اسم التفكير الجماعي، لأنه يشير إلى اتباع الأشخاص للمعتقدات المقبولة بشكل عام. في بعض الأحيان قد تكون هناك صعوبة في مقاومة إغراء القيام بما يفعله الجميع. قد تفكر في أنه “لا يمكن أن يكون كل هؤلاء الناس على خطأ، لا بد وأنه ينطوي ولو على بعض الحقيقة”.  هذا التأثير يمكن أن يؤدي إلى حدوث فقاعات المضاربة ويتسبب فى بعض الخسائر، لذلك يجب على المتداولين أن يكونوا على دراية بالميل البشري إلى اتباع الآراء الشائعة ومحاولة إبقاء عقولهم منفتحة. 

كيف نواجه الانحيازات المعرفية في التداول؟ 

عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتداول يتم النظر إلى الحقائق والمنطق بشكل عام على أنهما أكثر فائدة من الافتراضات والحدس. ولكن حتى أكثر الأشخاص عقلانية يجب ألا يتجاهلوا العوامل النفسية في التداول، لأنها قد تظل تؤثر على أفعالهم. الانحيازات المعرفية لا شعورية:  وقد تعرض دقة قراراتك في التداول للخطر دون علمك. 

لا توجد طريقة محددة لمنع نفسك من ارتكاب الأخطاء. لكن إدراك هذه الانحيازات قد يساعد في منع بعضها. يمكن للمتداولين تجنب الوقوع ضحية لانحيازاتهم من خلال التفكير بعناية في العوامل التي تؤثر على آرائهم وتتحدي معتقداتهم القائمة.  قد يكون من المفيد أيضاً ممارسة ضبط النفس: ألق نظرة على هذه المقالة لمعرفة المزيد حول هذه الطريقة: تعزيز الإنضباط الذاتي لتداول واعى.  

الخلاصة 

قد يكون من الصعب السيطرة على الانحيازات المعرفية خاصة بالنسبة للمتداولين المبتدئين. لذلك احرص على بناء قراراتك في التداول على الحقائق والتحليل الدقيق وليس على الحدس والتخمين. يمكنك بهذه الطريقة تجنب انحيازات التداول المنهجية التي تؤدي إلى أخطاء شائعة في التداول. ولمعرفة المزيد حول الأخطاء المحتملة راجع هذه المقالة حول أهم 3 أخطاء يرتكبها المتداولين المبتدئين

ما الذي يجب أن تتعلمه بعد ذلك؟ لف العجلة لتعرف!

rainbow circle

تحليل العوامل الاقتصادية التي تؤثر على تحركات أسعار الأسهم: ما الذي يجب مراعاته؟

شارك

المقالة السابقة

ما هو التداول خارج البورصة (OTC): دليل شامل للمتداولين خلال عطلات نهاية الأسبوع وخارج ساعات العمل المعتادة للسوق
OTC trading on IQ Option
ما هو التداول خارج البورصة (OTC): دليل شامل للمتداولين خلال عطلات نهاية الأسبوع وخارج ساعات العمل المعتادة للسوق

المنصب التالي

الحساب التجريبي مقابل الحساب الحقيقي: ما الفرق بينهما؟
الحساب التجريبي مقابل الحساب الحقيقي: ما الفرق بينهما؟

أحدث المنشورات

ما هو التداول خارج البورصة (OTC): دليل شامل للمتداولين خلال عطلات نهاية الأسبوع وخارج ساعات العمل المعتادة للسوق

16.09.2024

OTC trading on IQ Option

قم بتحسين استراتيجيتك باستخدام مؤشر النشاط النسبي (RVI)

11.09.2024

Trading with the Relative Vigor Index

4 كتب رائعة من خبراء التداول

07.09.2024

مؤشر الخط النفسي (PSY): استراتيجيات ونصائح للتداول

02.09.2024

Psychological Line indicator

دليل المتداول الخامل حول العودة للتداول

29.08.2024

How to get back to trading

3 نصائح للتداول بشكل أكثر فعالية

28.08.2024