إذا كنت تفكر في دخول عالم تداول الأسهم فأنت بحاجة إلى أخذ بعض النقاط المهمة في الاعتبار. لقد قمنا بإعداد هذا الدليل المجمع لمساعدة المتداولين المبتدئين على فهم الطريقة التي تعمل بها الأسهم. وهو يقدم بعض الأفكار حول كيفية تحليل الأسهم واختيار ما يناسب منهجك في التداول.
الحقائق الأساسية عن الأسهم
عندما يشتري شخص سهماً في شركة ما (يُطلق عليه بالإنجليزية stock أو share) فإنه يصبح مالكاً لجزء صغير من تلك الشركة. يتم تحديد أسعار الأسهم بشكل عام بناءً على العرض والطلب: فدائماً ما يكون هناك أشخاص يتطلعون إلى شراء الأسهم وآخرون يتطلعون إلى بيعها. ولمعرفة المزيد من المعلومات العامة حول الأسهم يمكنك الرجوع إلى “شرح أساسيات تداول الأسهم”.
قطاعات سوق الأسهميمكنك عند اختيار الأسهم التي ترغب بتداولها البدء بتحديد القطاع الذي ترغب بدخوله من السوق. هناك عوامل متنوعة تؤثر على الأعمال في مختلف القطاعات؛ فبعضها يتأثر أكثر بالعوامل الخارجية مثل الظروف الاقتصادية والسياسية. بينما يسير البعض الآخر وفقاً لدورات أعمال معينة (فترات نمو يتبعها انخفاض في النشاط الاقتصادي).
دورات الأعمال
تنقسم دورات الأعمال في العادة إلى 4 مراحل: الركود والتعافي والتوسع والتباطؤ. لكل من هذه المراحل سماته الخاصة، ويؤثر على شركات القطاعات المختلفة بشكل مختلف.
على سبيل المثال خلال فترات الركود (عندما يتراجع النشاط الاقتصادي) تحقق شركات قطاعي العقارات والتكنولوجيا نتائج ضعيفة. والسبب في ذلك أن أعمالهم ترتبط ارتباطاً كبيراً بالإنفاق الاختياري من المستهلكين والشركات. ببساطة، يميل الناس إلى توفير هذه النفقات عند المرور بضائقة مالية.
لكن على الجانب الآخر عادة ما يكون أداء قطاعات السلع الاستهلاكية الأساسية والمرافق والرعاية الصحية أفضل في مثل هذه الظروف. توصف هذه القطاعات بأنها غير دورية، لأنها تتأثر تأثراً ضعيفاً بالتغيرات الاقتصادية؛ فنظراً لأن الناس مضطرون إلى إنفاق الأموال على الغذاء والرعاية الصحية مهما كانت الظروف تحقق هذه الشركات أداء جيد حتى لو كان الاقتصاد يعاني بشكل عام.
من ناحية أخرى خلال فترات التعافي يتوقع المستهلكون حدوث نمو اقتصادي ويزيدون من الإنفاق الاختياري. كما تبدأ الشركات بتوسيع أنشطتها التجارية، مما يؤدي إلى نمو في قطاعات مثل قطاع العقارات. أما القطاعات التي حققت أداءً أفضل خلال الركود -السلع الاستهلاكية الأساسية والمرافق والرعاية الصحية- فتميل إلى الانخفاض، حيث يتجه المستثمرون إلى القطاعات ذات الطابع الدوري سعياً وراء اتجاهات السوق الجديدة والحصول على عوائد أعلى.
كيفية استخدام دورات الأعمال في تداول الأسهم؟
يُعتبر فهم دورات الأعمال أمر ضروري لاختيار قطاعات السوق التي تقدم أداءً أفضل في أوقات معينة. ومن ثم اختيار تداول الأسهم التي تمثل هذه القطاعات لتحقيق نتائج إيجابية.
من المفيد عند اختيار أسهم معينة داخل قطاع ما النظر أين وكيف تنتمي كل شركة وما التصنيف الملائم لها. ما هي حصتها السوقية؟ هل لها ميزة على المنافسين؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن تساعد في اختيار أسهم للتداول تمثل فرصاً مهمة.
إذا كنت تفضل تداول الأسهم المرتبطة بقطاع معين فقد يكون من المفيد أيضاً متابعة الأطراف الرئيسية في هذا المجال ومعرفة المزيد عن المنافسة. على سبيل المثال ألق نظرة على هذا الفيديو الذي يعرض تقلبات أسعار أهم أسهم ألعاب الفيديو على مدار فترة 5 سنوات. وهو يقدم لمحة عامة عن كيفية تغير أسعار أسهم الشركات المختلفة في هذا القطاع على مر السنين. ويمكن أن يقدم أفكاراً حول كيفية تطور هذا القطاع في المستقبل.
يتطور كل قطاع وفقاً لطريقته الخاصة الفريدة. لذلك تقتضي الحكمة تحليل القطاعات بشكل منفصل والنظر في العوامل التي تؤثر عليها من أجل اختيار الأسهم للتداول.
أنواع الأسهم
هناك أنواع مختلفة من الأسهم التي يمكنك اختيارها للتداول. وفيما يلي لمحة موجزة عن أهمها.
- بناءً على القيمة السوقية (القيمة الإجمالية لجميع أسهم الشركة):
النوع | القيمة السوقية |
الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة | من 10 إلى 200 مليار دولار |
الشركات ذات رؤوس الأموال المتوسطة | من 2 إلى 10 مليار دولار |
الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة | من 300 مليون إلى 2 مليار دولار |
- بناءً على إمكانات النمو:
النوع | السمات |
أسهم القيمة | أسهم الشركات الناجحة، وعادة ما تكون رائدة في قطاعها. لا تنمو هذه الشركات نمواً سريعاً (إن كانت تنمو من الأساس)، ولكنها تحافظ على أسعار مستقرة لأسهمها. تمثل هذه الأسهم خياراً جيداً للاستثمار طويل الأجل |
أسهم النمو | مخاطر أكبر؛ فالنمو المستمر هو نقطة القوة الرئيسية لتلك الشركات، لذلك إذا تباطأ فقد تنخفض أسعار هذه الأسهم. ونظراً لأن هذه الأسهم أكثر تقلباً وتميل إلى التذبذب فإنها توفر فرصاً هامة للمتداولين |
- بناءً على جودة السهم
النوع | السمات |
الأسهم الممتازة | أسهم الشركات الكبيرة التي تقود القطاعات التي تنشط بها. يمكن أن تمنح بشكل عام إحساساً بالاستقرار وتقليل المخاطر للمستثمرين. لكنها أقل إثارة لاهتمام للمتداولين على المدى القصير |
الأسهم الرخيصة | أسهم الشركات الصغيرة منخفضة الثمن، والتي غالباً ما يكون سعرها أقل من دولار واحد لكل سهم. تميل هذه الشركات إلى التأثر بالعديد من العوامل الخارجية، لذلك كثيراً ما تتقلب أسعارها. ورغم أن هذا قد يمثل أمراً جاذباً للمتداولين إلى أنه ينطوي على مخاطر محتملة |
قد يكون من الجيد التفكير في التنويع، وهو امتلاك محفظة تتكون من أصول من قطاعات مختلفة وأنواع مختلفة من الأسهم. يمكن أن تساعد هذه المنهجية في إدارة المخاطر في الأسواق المتغيرة حيث يكون أداء بعض القطاعات أفضل من البعض الآخر. وفي كافة الأحوال احرص على تقييم جميع المخاطر بعناية قبل اتخاذ قرارات التداول.
كيفية اختيار الأسهم
بعد اختيارك للقطاعات داخل السوق وأنواع الأسهم التي تهتم بها يمكنك الانتقال إلى تحليل شركات معينة.
تعلّم تحليل الأصول
هناك نوعان رئيسيان من تحليل الأسهم من أجل التداول: التحليل الأساسي والتحليل الفني. ويمكن استخدامهما بشكل منفصل أو مشترك للحصول على نتائج أكثر دقة.
التحليل الأساسي للأسهم
يتضمن هذا فحص الوضع المالي للشركة والعوامل المرتبطة به، مثل ظروف القطاع الذي تعمل به أو ظروف الاقتصاد بشكل عام. الهدف من ذلك هو فهم ما إذا كان السهم مُقيّم بشكل صحيح في السوق في الوقت الحالي. وبناءً على التحليل الأساسي للأسهم يجب أن يتمكن المتداول من مقارنة النتائج مع سعر السوق الحالي. واستنتاج ما إذا كان الأصل مقيّماً بأعلى من قيمته الحقيقية أو بأقل من قيمته الحقيقية. وما قد يمثل بدوره فرصة تداول.
عادة ما يُستخدم نوع التحليل هذا للاستثمارات طويلة الأجل، حيث قد تستغرق أسعار الأسهم بعض الوقت للوصول إلى القيمة الحقيقية للشركة. كما أنه يمكن الاستفادة منه عند تقييم الأسهم لتداولها على المدى القصير. اطلع على هذه المقالة لمعرفة المزيد حول بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها لإجراء التحليل الأساسي للأسهم من أجل التداول.
التحليل الفني للأسهم
التحليل الفني للأسهمفي هذا المنهج يستخدم المتداولون المؤشرات لمحاولة التنبؤ بالأداء المستقبلي للسهم بناءً على التقلبات وأحجام التداول السابقة. ويمكن تطبيق تلك المؤشرات بشكل منفصل أو في مجموعات مختلفة للحصول على قراءات أكثر دقة. وتستند الاستنتاجات المستخلصة من هذا النوع من التحليل إلى الأنماط الموجودة في الرسم البياني للسهم والتي قد تشير إلى تحركات الأسعار في المستقبل.
يمكنك العثور على أدلة إرشادية مفصّلة حول كيفية تطبيق المؤشرات للتحليل الفني للأسهم في هذه المدونة، مثل “شرح أكثر 5 مؤشرات شيوعاً في 5 دقائق”. قد يوفر كلا النوعين من تحليل الأسهم معلومات مفيدة، وربما يساعدا المتداول فى العثور على أفكار للتداول. وأيضاً قد يستخدمها المتداولون معاً: فعلى سبيل المثال يمكن تطبيق التحليل الأساسي لاختيار الشركات والأسهم المثيرة للاهتمام. ثم التحول إلى المؤشرات الفنية لاقتناص اللحظة المناسبة للدخول.
اختر وسيطاً للتعامل معه
هناك مجموعة متنوعة من منصات تداول الأسهم التي يمكنك الاختيار من بينها. بعضها يركز على تداول الأسهم، بينما يقدم البعض الآخر فرصاً استثمارية متنوعة. يمكنك في بعض تلك المنصات شراء أصول فعلية في حين لا تحتاج في بعضها الآخر للقيام بذلك ويكفي التداول على فرق الأسعار.
على سبيل المثال تحتوي منصة IQ Option على أكثر من 190 سهماً متاحاً للتداول كعقود فروقات (CFDs). وعند شراء عقود الفروقات فإن المتداول لا يشتري حصة في الشركة نفسها. وإنما يتعلق ذلك بالتنبؤ بتقلبات الأسعار المستقبلية للأصل. وبناءً على نتيجة حركة السعر يحصل المتداول على ربح أو يخسر من رأس ماله الأولي.
وفضلاً عن ذلك يمكن لمتداولي عقود الفروقات تحقيق نتائج إيجابية في حالة انخفاض السهم أيضاً وليس في حالة ارتفاعه فقط. وتمنح عقود الفروقات إلى جانب التداول بالهامش مزيداً من الخيارات ومجموعة متنوعة من فرص التداول.
عادة ما يتضمن تداول هذه الأدوات التحليل الفني للأسهم، ولذلك من المفيد متابعة مؤشرات التحليل في غرفة التداول. على سبيل المثال تحتوي منصة IQ Option على 100 مؤشر مختلف يمكن أن يساعد في إجراء التحليل الفني للأسهم ويولد أفكارا رائعة للتداول.
تقدم المنصة أيضاً حساباً تجريبياً مجانياً لاكتساب بعض الخبرة في التداول دون خسارة أي أموال. تتيح لك هذه الطريقة بعض الوقت لاختيار الأسهم للتداول والتدريب على استخدام أدوات التحليل واختيار طريقة التداول التي تناسبك.
مع أخذ كل هذه العوامل في الاعتبار تقتضي الحكمة النظر في شروط وأدوات التداول التي توفرها منصات تداول الأسهم المختلفة قبل التسجيل. ومن شأن هذا النهج أن يساعدك في تجنب خيبة الأمل والأخطاء الشائعة التي يواجهها المتداولون المبتدئون.
إنشار خطة تداول
من المهم وضع خطة تداول عند تداول أي نوع من الأصول. ولا تُستثنى الأسهم من ذلك؛ فتحقيق نتيجة تداول إيجابية يتطلب التخطيط والاستمرارية.
خطة التداول هي مجموعة من القواعد التي تساعد في تنظيم هذه العملية، ويمكن أن تشمل:
- ميزانيتك: ما مقدار المال الذي تنوي الدخول به؟
- جدول التداول: متى تتداول؟ ما وتيرة متابعتك لصفقاتك؟
- تحملك للمخاطر: متى تغلق صفقاتك؟ إلى أي حد تستمر في الخسارة في الصفقات المفتوحة؟
- طريقة التداول الخاصة بك: هل تفتح وتنهي جميع الصفقات خلال يوم واحد؟ أم أنك تبقيها مفتوحة حتى يتغير الاتجاه؟ كم عدد الصفقات التي تفتحها في اليوم؟
يمكنك مراجعة خطة التداول وتحديثها من وقت لآخر، ولكن من الضروري الالتزام بها طوال الوقت. يمكنك بهذه الطريقة تجنب القرارات العفوية التي قد تؤثر سلباً على أهدافك طويلة الأجل في التداول.
الخلاصة
عند اختيار أسهم من أجل التداول من المهم التفكير بعناية في عوامل مختلفة، مثل الظروف الاقتصادية وقطاعات سوق الأسهم ودورات الأعمال. فهذه العوامل إلى جانب التحليل الأساسي والفني لأسهم معينة يمكن أن تزود المتداولين ببيانات كافية لاتخاذ قرارات مستنيرة. وبعد ذلك يتعين على المتداول وضع خطة تداول لاستخدام المعلومات التي حصل عليها واقتناص اللحظة المناسبة للدخول فى الصفقات